السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من خلال أحد المواقع الإجتماعية الغير ملتزمة بدافع حب الإستطلاع...سجلت دخولي لشات صوتي وكتابي، وكان رواد هذا الشات شباب وفتيات...لفت إنتباهي أحد الشباب بخفة دمه والأهم من ذلك التزامه بالصلاة..
تعلقت به سرا إلى أن طلبت إضافة منه وقبلهآ حدثني بأمور عامة كما هو حاله في العام.. بدأت أسأله عن حياته أخبرني أنه متزوج لم أصدقه.. أخبرته أني أحبه.. رفض هذه المشاعر وأخبرني بأنه لا يحمل لي سوى الأخوة..
أخبرته أنني لا أستطيع فأنا وقعت بحبه.. قابلته في عدة برامج إجتماعية كي يبقى أمام ناظري ولازال كما هو ولازلت مشاعري في إزدياد له.. أخبرني بأن مابي نزوة وستزول مع الوقت.. كلما حدثته عن مشاعري قطع الحبل وتحدث في موضوع ما.. أو أعتذر بطريقة ما كالخروج مع زملائه.. الخ.
أعلم بأن الإرتباط به مستحيلا كونه من بلد وأنا من بلد أخر.. إلا أنني أحببته وأصبح جزء من حياتي! وجزء ليس بالقليل.. أنا لم أخطئ ولم يسمع حتى صوتي.. أو يرى صور لي.. قال لي لا تعلمين قد يأتي يوم ونرحل سويا أو أرحل، وترحلين..
طلبت منه رقم هاتفه.. رفض ذلك وقال أعلم بأنك محترمة وصغر سنك شفيع لك..وأنا وربي أول علاقة حب كانت ولازالت معه.. وربي أني لا أستطيع النوم حتى ينام.. علما بأن الفارق بيننا أكثر من عشر سنين..!
أنا لا أحبه كما يفعلن الفتيات علاقة شهوة لا.. أني أحببته لصفاته وشهامته.. أحببت حنانه عطفه.. في كثير من الأحيان أشعر بأنه والدي.. أخي.. صديقي.. لكن هناك مشكلة بسيطة أنا أغار عليه جدآ.. حتى من أصحابه أريده لي فقط!
عمري 19عام.. أفتقد وجود الأب والأخ في المنزل.
*مستواي التعليمي والاقتصادي يفوقه الاف المرات
*ماذا أفعل..أحيانا أشعر بأني غواية له!هل أنهي علاقتي معه.. كيف..أتمنى مراعاة حالتي النفسية فأنا بحق أتعب نفسيا وجسديآ إن لم أحدثه!
¤ رد المستشار د. صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
يبدو أن الأخت صاحبة الإستشارة تُعاني من حالةٍ صعبةٍ من الفراغ القاتل الذي دفعها إلى هذا السلوك الخاطئ الذي تتنازعه مشاعرها فمرةً تُقبل ومرةً تُحجم لأن هناك حالتين نفسيتين تعيشُهما فأما الأولى فتتمثلُ في رغبتها في تكوين علاقة مع هذا الإنسان الذي تقول عنه: إلا أنني أحببته، وأصبح جزءً من حياتي.. وجزء ليس بالقليل..، وهذا يعني أن في داخلها دافع قويٍ تدعمه نفسها الأمّارة بالسوء التي تدعوها إلى الخطيئة، وتُزين لها المعصية وتجعلها تعيش في أحلام ورديةٍ وهمية شيطانية تقول في وصفها: وقعتُ في حُبه.
وتقول: ولازال كما هو ولازلت مشاعري في إزدياد له.
وتقول: أنا لا أحبه كما يفعلن الفتيات علاقة شهوة.... لا.. أنا أحببته لصفاته وشهامته.. أحببت حنانه عطفه.. في كثير من الأحيان أشعر بأنه والدي.. أخي.. صديقي.
وأما الحالة الثانية فهي حالة النفس اللوامة، التي تنهاها بطريقةٍ أو بأُخرى عن الانجراف خلف ما تُزينه نفسها الأمّارة كأن تقول: أعلم بأن الإرتباط به مستحيلا كونه من بلد وأنا من بلد أخر.
وكأن تقول: أفتقد وجود الأب والأخ في المنزل.
وكأن تقول: أحيانا أشعر بأني غواية له.
ومع هذا كله فإن الشيطان لن يتوقف، ولن يكل، ولن يمل، من العمل مرةً بعد مرة لتزيين هذا السلوك الخاطئ في نظرها حتى تقع -لا سمح الله- في الذنب والمعصية والخطيئة، وعندها لا ينفع الندم، ولا تنفع التبريرات.
وحتى لا يتشعب الكلام فإنني أنصح الأخت الكريمة بأن تتقي الله تعالى في نفسها، وأن تعلم أن ما تقوم به عملٌ غير صالح وغيرُ سوي، ولا يصح أن تستمر فيه، بل إن عليها أن تمتنع عنه وأن تُسرع في قطع تلك العلاقة الآثمة، وأن تتوقف مباشرة عن هذا السلوك الخاطئ بالكُلية، فهو سلوكٌ خاطئ لا يُرضي الله تعالى، ولا يليق ببنتٍ مسلمةٍ تخاف الله وتتقيه، وأن تتفرغ لدراستها العليا كما تقول في إستشارتها فإن الإنشغال به خيرٌ من الإنشغال بالمواقع الإجتماعية الخاسرة، والشات الشيطاني وما في حُكمه.
وهنا أقف وقفةً أخيرة، فأنا أعلم أنها رُبما لن تستوعب ما سبقت الإشارة إليه، وستقول كما جاء في آخر جملةٍ من استشارتها: أتمنى مراعاة حالتي النفسية، فأنا بحق أتعب نفسيًا وجسديًا إن لم أحدثه!.
ولذلك فإنني سأدُلُها على حل سهلٍ ومُجرّب، فعندما تجد أنها مغلوبةً على أمرها، وأنها ترغب في التواصل مع هذا الشخص أو مع غيره من الأشخاص عبر هذه الوسيلة أو غيرها، فإن عليها قبل ذلك أن تُبادر إلى الوضوء في أي وقتٍ كان، وأن تُصلي ركعتين تكثر فيهما من قول: أستغفر الله العظيم، فإن الشيطان إذا علم صدقها، ورأى منها التصميم على ذلك، إنصرف عنها ولم يوسوس لها أبدًا بشيءٍ من ذلك.
أسأل الله تعالى لنا ولشبابنا الحفظ والسلامة، وأن يكفينا شر أنفسنا وشر الشيطان وأعوانه، وصلى الله وسلّم على سيدنا ونبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر: موقع المستشار.